كانت عفرين مصيفاً للسواح من شتى الأنحاء يقضون فيها عطلاتهم السنوية، بل كانوا أشد فرحاً لهم، إذ ماكانوا يدفعون رسوماً لأحد وكانوا يتركون قاذوراتهم وراءهم عندما يتركون مزرعة، بل وكانوا يستغربون لحال الكورد الذين يسمحون لهم قطف الثمار من مزارعهم دون أن يدفعوا فلساً واحذاً وكثيراً من كانوا يلقون بأنفسهم في ماء النهر، وهم لا يجيدون السباحة فينقذهم رجال وكهول القرية دون مقابل، في أن السواح لا يلقون هذا الترحاب والدفء الاجتماعي في المصايف الأخرى، في سوريا وخارجها. لقد كانت عفرين ملتقى للأدباء والشعراء وعازفي الطنبور البارعين.
نعم كانت منطقة جبل الكورد- عفرين صدراً رحباً للجميع، رغم أن بعض أفرادها يطالب أهل وأصحاب تلك المضافات الحرة والمفتوحة لكل القادمين دون حدوث مشاكل كبيرة او سرقات. وظلت عفرين هكذا، روضةً من رياض سوريا خلال عهودٍ طويلة من الزمان، وكانت مشهورة بشلالها الكبير وبساتينها المثمرة وأهلها الطيبين
إلا أن الصدمة قد أتت مع بدء عهد الصفقات بين كل المساهمين في تعميق الشرخ بين المواطنين وبدأ ت حرب الفصائل في سوريا، فإذا بنا نشاهد عفرين تتحوّل في فتوى مشتركة لزعماء الإرهاب الى منطقة حرب والى اعلان الكورد كفارً وملحين وعبدة الشياطين ومنذ دخول “الاسلاميين!” لأول يوم انقلبت عفرين في أعين المجرمين الى مرتعٍ كبيرٍ لهم فبدؤوا بالسلب والنهب لجميع البيوت والمزارع
وأخذوا. ماهو غالـ معهم الى خارج المنطقة حتى أدوات المراحيض والاسطبلات، فأي ثورة كانت هذه؟
وما زاد في الطين هو أن “الفاتحين!!!) قد بدؤوا بالسطو على الآثار في المنطقة بعد أن هشىموا تمثال كاوا الحدود قائد أو ثورة
لتحرير الانسانية من ظلم الطاغوت، بل تنافسوا فيما بينهم على قتل الشباب الكوردي وىهب الممتلكات وقطع الرؤوس على الصخور ورمي البنات من جروف عالية.
والأشتع من تلك الجرائم ضد الانسانية هو أن العرًاب التركي في أنقره الذي يحاول إظهار نفسه كزعيم إسلامي قوي دفع بمعارضين سوريين الى تشكيل حلفٍ وطني سوري، يؤيد كل السياسات التركية المتعلقة بسوريا، فظهرت الخطوط الحمر
ومرجعيات الثورة، وتم حشد عشرات الآلاف من العوائل السورية وخاصة عائلات رجال داعش الارهابيين وارسالها الى منطقة عفرين.
وذلك لغايةٍ في نفس زعيم طوران ليتم على أثر ذلك وبسكوت المعارضة عن سياسة ضم هذه المنطقة الثرية الى تابعية
مجانية لتركيا على غرار لواء اسكندرونة سابقاً.وهذا جزء يتم تنفيذه من الميثاق المللي لتركيا. أي ضم شمال سوريا كلها مع لواء الموصل ومن ضمنه الجزيرة وكركوك وبهدينان وسواها.
إن ما يخيف الكورد وربما بعض المثقفين العرب أيضاً هو أن تركيا طامحة لتحقيق مخططها الاختلالي، في حين أن شرائح واسعة من الشعب التركي تؤيد سياسة ضم مناطق الميثاقي المللي،ولا يهمه ماسيحدث للمعارضة الموالية له من بعذلك.